تفسير سورة (الهمزه)
صفحة 29
- الجزء 1
  فأسمع إلى وصفها، وهي أنها {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ٦ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ٧} أي: تدخل في الجوف تدخل إلى أوساط القلوب، ولا شيء في الإنسان ألطف من الفؤاد، ولا أشد تألماً منه بأدنى أذى يمسه فكيف إذا دخلت نار جهنم، نعوذ بالله من ذلك. وقيل: خص الأفئدة لأنها موضع الكفر، والعقائد الفاسدة، والنيات الخبيثة. وموصدة أي: مطبقة مغلقة، مستوثقة بالعمد على أبوابها معروضة عليها، ولعل ذلك كالتشبيه بالأبواب التي يجعل فيها العمد المعترضة التي لا يمكن فتحها مع ذلك، وفي هذا تهويل عظيم، وتخويف شديد، اللهم إنا نسألك يا الله إنا تجيرنا من النار، وأنت خير مستجار، أنا الله كيف القلوب القاسية، التي تسمع هذا التخويف ولا تخاف، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.