تفسير سورة (العصر)
تفسير سورة (العصر)
  
  {وَالْعَصْرِ ١} هذا قسم يقسم الله بالعصر، والعصر فهو الوقت الذي من آخر النهار، وقيل: صلاة العصر لفضلها، لأنها في آخر النهار، وقد قيل: إنها الصلاة الوسطى، وقد روي عنه ÷، أنه قال: «من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله»، ولأن التكليف في أدائها أشق، لأنها في أخر اليوم، والناس يتهافتون في معايشهم ومكاسبهم، أفاد ذلك في الكشاف، وقيل: العصر الدهر لما في مروره من أصناف العجائب، {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢} والإنسان المراد به الجنس الذي يفيد العموم، أي: عموم الأفراد، ولهذا صح الاستثناء منه، والخسر هو الخسران وهو النقص من الخير، فكل الناس غير رابحين، ولا مفلحين إلا من عمل صالحاً، أي: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣}، والحق هو الأمر الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، وهو الخير كله من طاعة الله، والزهد في الدنيا والرغبة في الأخرة {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣} على طاعة الله، والقيام بأوامر الله، واجتناب معاصيه، وتواصيهم هو تآمرهم بالقيام بطاعة الله، والقيام بالبر، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وجهاد الظالمين، ومنابذة الفاسقين، والله الموفق.