تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (التكاثر)

صفحة 31 - الجزء 1

تفسير سورة (التكاثر)

  

  {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ١} أي: شغلكم التكاثر وأغفلكم عما يجب عليكم، وما هو الأولى لكم، والتكاثر بالأموال والأولاد والتباهي بها، والخيلاء والمفاخرة، فشغلوا بذلك عن اكتساب زاد المعاد، وعن كل نفع ورشاد، وهم في اشتغال بكسب الأموال والأولاد، وما يقع به التباهي والافتخار.

  قال في الكشاف: روي أن بني عبد مناف وبني سهم، تفاخروا أيهم أكثر عدداً، فكثرهم بنو عبد مناف، فقالت بني سهم: إن البغي أهلكنا في الجاهلية، فعادونا بالأحياء والأموات، فكثرهم بنو سهم، والمعنى أنكم تكاثرتم بالأحياء، حتى إذا استوعبتم عددهم، سرتم إلى المقابر، فكاثرتم بالأموات، عبّر عن ذكر الموتى بزيارة المقابر تهكماً بهم وقيل: كانوا يزورن المقابر، فيقولون: هذا قبر فلان، وهذا قبر فلان، عند التفاخر والمعنى ألهاكم ذلك، وهو مما لا يغنيكم، ولا يجدي عليكم في دنياكم وأخرتكم، عما يعنيكم من أمر الدين، الذي هو أهم وأعنى من كل مهم، أو أراد ألهاكم التكاثر بالأموال والأولاد إلى أن متم وقبرتم منفقين أعماركم في طلب الدنيا والاستباق إليها، والتهالك عليها إلى أن أتاكم الموت، انتهى.