تفسير سورة (القارعة)
تفسير سورة (القارعة)
  
  {الْقَارِعَةُ ١ مَا الْقَارِعَةُ ٢} كل ما هال من الأهوال وأفزع وهجم بغته، والقارعة مرفوع بفعل محذوف دل عليه لفظ القارعة، أي: تقرع القارعة، أي تهجم بأهوال مفزعه، لأن لفظ القرع، أي يقرع السمع يفيد ذلك، ثم جاء بما الاستفهاميه للتعظيم، أي: وما أدراك ما هي.
  ثم فسر ما بعدها بقوله تعالى: {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ٤} يوم الحسرة والندامة يوم تكون القيامة يكون الناس كذا لكثرتهم وحصول ضعفهم واستكانتهم، فمثلهم بالفراش لأنهم يكونون هناك أذل من الفراش، لأنه ضعيف ذليل، والعرب تتخذه مثلاً في الضعف والحقارة، تقول: ما هذا إلا كالفراش في الضعف والخفة، وتقول: هم أذل من الفراش.
  ثم قال: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ٥} أي: كالصوف المنفوش المفرق الأجزاء، وقيل: الذي يلين للنفس باليد، وينتفش ويتجافي ويعود خفيفاً أجوفاً، قد تفرقت أجزاؤه، وبان خفاؤه، فعاد قليله كثيراً وصغيره كبيراً، لتفرقه وتمزقه، وكذلك الجبال يكون كالسراب الرقاق في الفناء والهباء، وقيل: كالقطن المنفوش الذي قد نفش وتفرق أجزاؤه بعضه من بعض.
  قال في المصابيح: مثل الله تعالى الناس في يوم البعث بما وصف من