تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (القدر)

صفحة 42 - الجزء 1

  تنبيه عظيم على عظم قدرها وفضلها، وقوله تعالى: {خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ٣} أي: خير من عمل ألف شهر.

  قال في الكشاف: وذكر في تخصيص هذه المدة أن رسول الله ÷ ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المؤمنون من ذلك، وتقاصرت إليه أعمالهم فأعطوا ليلة هي خير من ألف شهر من مدة ذلك الغازي، والله أعلم وهي نص صريح في أن عملها خير من ألف شهر انتهى.

  {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ} أي: تنزل إلى سماء الدنيا، وقيل: إلى الأرض، والروح هو جبريل # {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ٤} أي: من أجل كل أمر بما قضاه الله لتلك السنة، ومن أجل كل إنسان، كما قيل: لا يلقون مؤمناً ولا مؤمنة إلا سلموا عليه في تلك الليلة {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ٥} أي: لا يقدر فيها إلا السلامة والخير، وما هي إلا سلام لكثرة ما يسلمون على المؤمنين، والحمد لله على نعمه السابغة، وعلى ما أنعم بهذه الليلة على المؤمنين من تضعيف الأجور، وقبول الدعاء والحمد لله رب العالمين.