تفسير سورة (العلق)
  تعالى: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ١٥} أي: إن لم ينته عن ظلمه ونهيه عن الصلاة، وهو أبو جهل لعنه الله، لنسفعاً بالناصية، والسفع هو القبض على الشيء وجذبه بشدة، والناصية مقدم الرأس، ثم وصف الناصية، أي: بأنها كاذبة خاطئة، والمراد صاحبها من الإسناد المجازي كقوله: {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ٢١} والمراد صاحبها، ومثله قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ١٧} أي: عشيرته وأقاربه، روي أن أبا جهل مر برسول الله ÷، وهو يصلي فقال: «ألم أنهك فأغلظ له رسول الله ÷ فقال: أتهددني وأنا أكثر أهل الوادي نادياً» فنزلت ثم قال تعالى: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ١٨} وهم الملائكة المطهرون الذين ينفذون كل ما أمر الله به وسميت زبانية مأخوذ من الزبن، وهو الدفع والمراد ملائكة العذاب وروي عنه ÷ «لو دعا ناديه لأخذته الزبانية عياناً» {كَلَّا لَا تُطِعْهُ} ردع وزجر لطاعة أبي جهل، أي: اثبت يا محمد على ما أنت عليه، كقوله: {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ ٨}.
  {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ١٩} أي: دم على صلاتك وسجودك، وتقرب إلى ربك، والله ناصرك، وسيخزي عدوك بما يستحق، وتقرب إليه بالسجود وقد روي أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد والحمد الله.