تفسير سورة (الشرح)
تفسير سورة (الشرح)
  
  {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ١} الهمزة هنا للاستفهام الإنكاري الذي يكون ما بعده ثابتاً، فالشرح لصدره ÷، واقع، وقد عطف عليه بالشيء الثابت، وهو وضعنا عنك وزرك، ومعنى شرح الصدر هو توسعته ليحمل أعباء الرسالة، والقيام بهداية الأمة، وهموم النبوة ودعوة الثقلين جميعاً، وقد تحمل المكاره التي يصعب حملها لغيره، وكم تعرض لأذى كفار قريش، كما تحكي ذلك سيرته، وقد أشار إلى ذلك القرآن العظيم.
  وشرحنا لك صدرك بما أودعناه من العلوم والحكم، والجميع صالح لذلك وقوله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ٢} الوضع هو الإزالة؛ والوزر هو الثقل، وهو كلما كان يثقل عليه ويغمه قبل النبوة، وفرطاته وجهله بالأحكام الشرعية، وتلهفه على ما كان يشاهد من قومه، من العتو، والاستكبار، فنصره وأيده وغفر له، ثم قال: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ٣}، وصف الوزر بأنه ثقيل جداً، فوضعه الله لما ذكرنا من التأييد وغير ذلك.
  ثم قال: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤} الرفع هنا هو: الإشادة بذكره فقرن، ذكره بذكره في كلمة الشهادة وفي الأذان والإقامة، والتشهد في الصلاة، والخطب وغير ذلك.