تفسير سورة (الضحى)
  المؤمنين وتمكينه من الشفاعة، وقد أكمل الله ما وعده في الدنيا من النصر والظفر بأعداه، وقتل الذين كانوا يؤذونه في مكة كأبي جهل وغيره، في يوم بدر، وفتح مكة، ودخول الناس في الإسلام أفواجاً، والغلبة على بني قريظة وبني النضير، وخيبر، وغير ذلك، ثم ذكر تعالى ما أنعم الله عليه بقوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ٦ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ٧ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ٨} كان يتيماً لأنه مات والده وهو في بطن أمه، ثم ماتت أمه وهو ابن ست سنين أو ثمان على اختلاف الرواية، فكفله جده ثم عمه، وضالاً عن علم الشرائع كقوله تعالى: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ}[الشورى: ٥٢] وقيل: ضل في شعاب مكة في صباه، وقيل: ضل في طريق الشام حين خرج به أبو طالب، وكان عائلاً فقيراً فأغناه الله بالغنائم أو بقناعة القلب، فإذا قد من الله عليه بجميع ما ذكر فنهاه بقوله: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ٩ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ١٠} لا تقهر اليتيم لا تأخذ ماله، ولا تعبس في وجهه، وكذا السائل لا تزجره. وقد ورد أن السائل طالب العلم وكل ذلك صالح للمعنيين للمستجدي أو طالب العلم {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ١١} أي: أشكرها وأظهرها، وحدث بها المؤمنين ليزدادوا إيماناً، ولا تنس نعمة الله عليك، بهذه الثلاث فتعطف على اليتيم، وآوِهِ فقد عرفت اليتيم، ورأيت كيف فعل الله بك وترحم على السائل، وتفقده بمعروفك، ولا تزجره عن بابك، كما رحمك ربك وأغناك بعد الفقر، وحدث بنعمة الله كلها من الهداية، وتعليم الشرائع وغير ذلك، فكان بنعمة الله ذاكراً ومذكراً ولنعمة الله حامداً وشاكراً ÷، والله الموفق.