تفسير سورة (والليل)
  بأعماله الفاسدة، وتولى عن أوامر الله تعالى وعن البر والتقوي، وكذب بالجزاء أو بما أخبر الله تعالى من أمر الآخرة.
  {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ١٧ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ١٨} وفي هذه مقابلة من أنواع البديع قابل لا يصلاها بقوله سيجنبها والأشقى بالأتقى، والذي كذب وتولى، بالذي يؤتي ماله يتزكى، لأنه يعمل ذلك لتصديقه وإيمانه، وبين العسرى واليسرى، قال الهادي #: ومعنى {يَتَزَكَّى ١٨} يعطي الأموال صدقة غير الواجبة، لأنه قال فيها أي بعدها {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ١٩} أما الزكاة الواجبة فهي واجبة عليه فهي عنده، وهذا معنى قوله # وفي المصابيح تأويله يريد يكافأ وهو محتمل للوجهين، وما لأحد عنده من نعمة تكافأ، بل يطلب بها وجه الله لا يريد بها رياء ولا سمعة وقوله: {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ٢٠} وهذا استثناء منقطع، كأنه قال لكن يريد ابتغاء وجه ربه ... إلخ.
  لذلك قال تعالى: {وَلَسَوْفَ يَرْضَى ٢١} أي: سنرضيه بالثواب الذي به يرضى وتقر به عينه، اللهم ارض عنا وقرّ أعيننا برضاك يا رب يا رحيم.