تفسير سورة (الشمس)
تفسير سورة (الشمس)
  
  {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ١} الشمس المعروفة وضحاها: هو ضؤها وإشراقها، والضحوه ارتفاع النهار والضحا بالمد والفتح امتداد النهار إلى نحو النصف، أفاد ذلك في الكشاف. {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ٢}، أي: حينما تطلع عند غروبها، وذلك في نصف الشهر، لأنه يطلع عند غروبها، وقيل: تلاها في الضوء، بمعنى أن الشمس مضيئة والقمر كذلك، وإن تفاوتت الإضاءة قال في المصابيح: هو اتصاله بها وظهوره في الضوء بظهورها، وما أبين ذلك وأنوره في الليالي الغر، فنوره بنورها متصل، وهي ليالي مسفرة مضيئة، ساعاتها منيرة عظم قدرها وفضلها، كما روي في صيامها أنه كصيام الدهر، انتهى.
  {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ٣} وهو ظهور النهار وارتفاعه وبما يظهر فيه من الضوء، والضمير في جلاها للظلمة، وللدنيا أو الأرض، وإن لم يسبق لها ذكر، لأنها مفهومة معنى كقوله أصبحت باردة أي: الغداة: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ٤} الضمير للشمس، أي: إذا غشي الليل بظلمته، وأخفى بظهوره ظهورها {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ٥} والضمير للسماء، وتكون ما موصولة أي والذي بناها، وكذلك {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ٦} وهو بسطة، وتمهيده، وتوسيعة، ومعنى ذلك بسطناها ومهدناها {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ٧} قيل هي نفس آدم أو أراد كل، نفس كقوله تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ}[التكوير: ١٤] أي كل نفس {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ٨} أي: عرفها الله الطريقين الصلاح والفجور، وتمكينه لها من أي عمل شاءت بما أوجد فيها من القوة