تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (البلد)

صفحة 57 - الجزء 1

تفسير سورة (البلد)

  

  {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ١} أي: ألا أقسم هنا، أقسم جل وعلا بما ذكر، والمراد بالبلد هو البلد الحرام التي وجد فيها الرسول ÷، لفضلها، ومعنى لا أقسم الاستفهام الإنكاري، حذفت همزة الاستفهام، والمعنى ألا أقسم، بمعنى كيف لا أقسم بهذا البلد، تعظيماً وتفضيلاً للبلد الحرام، وهي مسقط رأسه ومنشأه وحرم أبيه إبراهيم، ومنشأ إسماعيل وبمن ولده {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ٢} اعتراض بين القسم وجوابة {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ٣} عطف ذلك على القسم، أي وأقسم بالولد وما ولد، قيل: هما آدم، وولده، وقيل: والد وولده {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ٤} هذا جواب القسم تلقي القسم باللام، وهي أكثر ما تكون في جواب القسم، ومعنى {فِي كَبَدٍ ٤} في مشقة، وتعب ومكابدة، وقال في المصابيح: يريد والله أعلم في تقويم وإعتدال وإنتصاب؛ لأن الله ø لم يخلق في الاعتدال، والتقويم، والكبد، والانتصاب، شيئاً من الإبدان غير بدن الإنسان، وفي ذلك عجيب من التدبير والحكمة والبيان، كما يقول الله سبحانه العليم الحكيم {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ٤}⁣[التين]، وبين التفسيرين تضاد واضح، والقرآن ذو أوجه والله أعلم.

  {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ٥} وفي هذا تنبيه من الله، لما عليه الإنسان من