تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (الفجر)

صفحة 64 - الجزء 1

  الله ÷، أنها لما نزلت تغير وجه النبي ÷ فسئل فقال: «يجيء بها سبعون ألف ملك، يقودونها بسبعة ألف زمام فتشرد شردة، لو تركت لأحرقت أهل الجمع» {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ٢٣} أي: يتذكر ما فرط، ويحصل هناك الندم والحسرة، {وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ٢٣} أي: من أين ينفعه هناك وقد ختم على الأعمال، وما بقي إلا المجازاة على الأعمال، ثم يتمنى حين لا ينفعه التمني {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ٢٤} يا ليتني قدمت في الدنيا لهذه الحياة {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ٢٥ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ٢٦} قيل: نزلت في أبي بن خلف، أي: لا يعذب أحد مثل عذابه أو لا يحمل عذاب الإنسان أحد أي: كل واحد مؤاخذ بقدر عمله، مثل {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ٢٧} الآمنة فيه يوم الفزع الأكبر يقال لها: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ٢٨ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ٢٩} راضية بما أوتيت، مرضية عند الله، فأدخلي مع عبادي الصالحين {وَادْخُلِي جَنَّتِي ٣٠}، وهذا أعظم نعمة، وأعظم فوز، نسأل الله الجنة بحوله وقوته.