تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (سبح)

صفحة 68 - الجزء 1

تفسير سورة (سبح)

  

  {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ١} أي: نزهه، وقدسه، وعظمه، ونزهه عن صفات النقص، وعما يقوله المشركون، ويصفه المشبهون، والأعلى هو المتعالي بالعظمة والكبرياء، والقهر والاقتدار {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ٢} أي: الذي خلق كل شيء فسواه تسوية، وضع كل شيء موضعه بما يتناسب معه، وإذا نظرنا إلى هذه الحكمة العظيمة في الخلق والتدبير لكل شيء بما يليق به، فدل ذلك على أن الصانع حكيم في أبلغ وجوه الحكمة والتدبير {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ٣} أي: قدر لكل حيوان ما يصلحه في معيشته وغير ذلك، وهذه لمعرفة ذلك، وهداه إلى ما لا يحصر من حوائجه.

  قال في الكشاف: يحكى أن الأفعى إذا أتت عليها ألف سنة عميت، وقد ألهمها الله ان مسح العين بورق «الرازيانج» الغض يرد إليها بصرها، فربما كانت في بريه بعيده عن هذه الشجرة، فتطوى تلك المسافة حتى تهجم في بعض البساتين على شجرة، «الرازيانج» فتحك عينها فيرجع بصرها، انتهى.

  وهذه من الحكايات العجيبة، أنظر إلى الأنعام كيف تخرج من بطن أمها، فتبحث عن الثدي لتمصه، وليس عندها من يدبرها، وغير ذلك من الآيات