تفسير سورة (البروج)
  الشديد، والبطش هو الأخذ بالعنف، فإذا وصف بالشدة فقد تضاعف وعظم وتفاقم وجسم، ودل على قدرته بالبدء والإعاده يبدأ بالبطش ويعيده، أو يبدأ بالبطش في الدنيا ويعيده في الآخرة {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ١٤} يغفر الذنوب والودود، يفعل للمؤمنين من عطائه ما أرادوا {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ١٥} مجد الله عظمته، ومجيد فعيل للمبالغة في مجده جل وعلا ومجد العرش علوه وعظمته وهو ملك الله تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ١٦} وفعل من أبنية المبالغة وذلك لكثرة أفعاله جل وعلا، وأنه يفعل ما يريده لا يعجزه شيء: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ ١٧ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ ١٨} استفهام بمعنى الثبور، لأن هل هنا بمعنى قد أي قد أتاك، أي قد عرفت تكذيب الجنود الذين أرسل إليهم الرسل، وما نزل بهم من العذاب {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ ١٩ وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ٢٠} الله قادر على كل من كذب، وسيوآخذهم على تكذيبهم، والله محيط بهم لا يفوتونه ولا يعجزونه والإحاطة هو تمثيل بعدم الفوات، {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ٢١ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ٢٢} بل هذا القرآن شريف عظيم، مجيد قدره بمعنى عظيم، قدره، واللوح قيل: هو فوق السموات، وفيه مكتوب كل شيء وقيل: إنما هو تمثيل، وإن القرآن محفوظ ثابت، كحفظ ما في اللوح، ومعنى محفوظ من الزيادة والنقصان، والتبديل والتحريف، وما حفظه الله فهو محفوظ حقاً، لا يلم به ضياع ولا تغيير لأن حافظه قوي قادر جل وعلا.