تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (الإنشقاق)

صفحة 77 - الجزء 1

تفسير سورة (الإنشقاق)

  

  {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١} إذا شرطية طرفية، وجوابها إما محذوف دل عليه ما بعده وهو فملاقيه ويصير المعنى إذا انشقت السماء لاقى الإنسان كدحه، وقيل: الجواب {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ٧}، كذا في المصابيح، والظاهر الأول إذ هو أقرب، لأن قوله فأما الإنسان للتفصيل، ولا يمتنع أن يكون الجواب {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ٢} بمعنى أطاعت وسمعت، وأراد انقادت، وطاوعت، وأنصبت، وأذعنت ولم تمتنع وحقت أي: وهي حقيقة بالانقياد والامتثال، {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ٣} انبساطها وإستواؤها وتوسيعها {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ٤} وأخرجت ما في جوفها، ورمت به، وتخلت عما كان فيها، كقوله تعالى: {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ٢}⁣[الزلزلة].

  {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ٥} بمعنى ما سبق، وهو الإمتثان في إلقاء ما في بطنها وحقت {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ٦} {إِنَّكَ كَادِحٌ} أي: عامل، وهو ما يكتسبه الإنسان من خير وشر إلى لقاء ربك فملاقيه، أي فملاقي ربك لا بد من ذلك أو ملاقي العمل {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ٧ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ٨} كتابه بيمينه إما حقيقة فيعطى صحيفته حسناته، بيمينه أو هو عبارة عن التسهيل