تفسير سورة (المطففين)
تفسير سورة (المطففين)
  
  {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ١} التطفيف: النقص والبخس في الكيل أو الوزن، والمطففون هم الذين لا يوفون الكيل والوزن وينقصون المكيال عما يحمله وكذا في الميزان، ثم بين التطفيف بقوله: {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ٢ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ٣} قال في الكشاف: قيل: كان أهل المدينة تجاراً يطففون، وكانت بيعاتهم المنابذة والملامسة، فنزلت فخرج رسول الله ÷ فقرأها عليهم وقال: «خمس بخمس» قيل يا رسول الله وما خمس بخمس؟ قال: «ما نقض قوم العهد، إلا سلط الله عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، وما ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، وما طففوا الكيل إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر» وروي رسول الله ÷، قدم المدينة وبها رجل يعرف بأبي جهينه كان معه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر، وقيل: إن الكلام على حذف الجار في هم والتقدير وإذا كالوا لهم أو وزنوا لهم يخسرون، واستقام بهذا {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ ٤} هذه حكاية عن إعراضهم عن البحث كانوا لا يظنون أنهم مبعوثون، وفيها إنكار وتعجب من حالهم في الاجتراء على التطفيف، وكأنه لا يخطر ببالهم أنهم سيبعثون ويحاسبون، وفي هذا تخويف