تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (الانفطار)

صفحة 86 - الجزء 1

  لا تدرك كنه تفصيله في الهول والشدة، وكلما تصورته فهو فوق ذلك والتكرير فيه زيادة تهويل.

  ثم أبهم جل وعلا وأردف ذلك بقوله: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ١٩} وهذا شيء عجيب وهو اليوم الذي لا أمر لأحد فيه، بل الملك فيه للواحد القهار {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ١٦}⁣[غافر]، يحق للإنسان التفكر، وأنه القيامة فريد بنفسه لا ينفعه أحد ولا تملك أي نفس للأخرى شيئاً، بل يوم كل واحد محاسب على عمله وهذا معنى قوله تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ٣٧}⁣[عبس] أي عن النظر في أمر غيره، نسال الله التوفيق وحسن النظر فيما فيه نجاتنا.