تفسير سورة (التكوير)
تفسير سورة (التكوير)
  
  {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ١} التكوير فيه احتمالات إما بمعنى اللف، أي: يلف ضوها، أو يكون بمعنى طرحها، أو يكون عبارة عن رفعها وسترها، أو تلقى وتطرح عن فلكها، والله أعلم بذلك.
  {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ٢} أي تفرقت، أو طرحت أو طويت، وكل ذلك بمعنى الهلاك قيل: إنها مع الشمس تطرح في جهنم ليراهما من عبرهما كقوله: {وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}[الأنبياء: ٩٨]، {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ٣} سيرت في الجو كالسحاب فعادت كثيباً مهيلاً، ثم هباء منبثاً {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ٤} العشار: حوامل النوق وهي أعز شيء عند أهلها، وإذا كانت نفساً و عطلت وتركت مسيّبة مهملة لاشتغال أهلها بأنفسهم {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ٥} أَي اجتمعت وهي تجمع من الفزع وقيل: حشرها موتها {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ٦} من التسجير، قيل: تحريكها واضطرابها وتعود بحراً واحداً، وقيل: تعود نار التعذيب، أهل النار وقيل يذهب ماؤها، ولا يبقى فيها قطرة واحدة {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ٧} قرنت بعضها ببعض، وقيل: قرنت الأرواح بالأجساد، وقيل: نفوس المؤمنين بالحور العين {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ٨ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ٩} كانت الجاهلية يرون البنت عيباً أو حسداً من تزويجها، فإذا أراد أن يستحييها ألبسها جبة صوف