تفسير سورة (التكوير)
  لترعى الغنم، وإن أراد قتلها حفر لها حفرة وألقاها فيها، وبعضهم يتركها حتى تتأهل للزواج، فيقول لأمها: زينيها وطيبيها، حتى أذهب بها إلى صديقها ويلقيها في بئر، قد أعدها لها نعوذ بالله، ثم هناك سؤال الموؤدة قد تخاصم عن نفسها وقيل: تسأل تبكيتاً لقاتلها، وتبييناً لظلمها، وإذا بكت الله الكافر على صنعه هذا فما أقبحه وقد استحق العذاب الدائم نعوذ بالله {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ١٠} أي: صحف الأعمال تنشر إذا حوسب، فلينظر الرجل ما تملى في صحفه، فليحذر ما دام في دار الخيار، وقيل: تنشر بين أصحابها، بمعنى فرقت، ومن منع من حقيقة، الصحف قال: نشرت أي أحصاها وأعلنت يخبرونهم بما كانوا يسيرون ويعلمون، فتصير أعمالهم كلها مكشوفة والله أعلم {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ١١} أي أزيلت وقيل: تطوى {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ١٢} قيل: اضطربت وتحركت، وقيل: أوقد عليها إيقاداً شديداً، وقيل: غضب الله أو تغضب لغضب الله {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ١٣} أي: قربت للمؤمنين كقوله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ٣١}[ق] وانظر إلى هذا الأعداد قيل: هذه اثنتا عشرة خصلة ست في الدنيا، وست في الآخرة، فينظر {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ١٤} أي تعلم أعمالها التي قد نسيتها، كقوله: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ} الآية {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ١٥} قيل: الخنس الخمسة المشهورة: «زحل، المشتري، المريخ، عطارد، الزهرة» وهي تجري مع الشمس، والقمر، والخنس الرواجع، بينما ترى النجم في آواخر البرج إذا هو يكر راجعاً إلى أوله، ولكل نجم منها درج معلومة، إذا بلغها وقرب من الشمس، رجع خائباً حتى يغيب عن الشمس {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ١٦} الجوار السيارة، والكنس المغيب، وكنوسها اختفاؤها تحت ضوء الشمس، وقيل: هي جميع الكواكب، تخنس في النهار فلا ترى وتكنس بالليل أي تطلع في أماكنها {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ١٧} أي: أدبر قال العجاج:
  حتى إذا الصبح لها تنفسا ... وإنجاب عنها ليلها وعسعسا
  أي أدبر، وقيل عسعس إذا أقبل ظلامه {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ١٨} أي: إذا اقبل