تفسير سورة (النازعات)
تفسير سورة (النازعات)
  
  {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ١ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ٢ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ٣ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ٤ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ٥} قال في الكشاف: {النَّازِعَاتِ} أقسم بطوائف الملائكة التي تنزع الأرواح الأجساد، وبالطوائف التي تنشطها أي تخرج من نشط الدلو من البئر إذا من أخرجها، وبالطوائف التي تسبح في جريها فتسبق الغاية، أو أقسم بالنجوم التي تنزع من المشرق إلى المغرب وإغراقها في النزع أن تقطع الفلك كله، حتى تنحط في أقصى المغرب، إلى قوله: والمقسم عليه محذوف، وهو لتبعثن لدلالة ما بعده، انتهى.
  وفي المصابيح: {النَّازِعَاتِ} إلى {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ٥}، النازعات فيما أرى والله أعلم، فهن السحاب المنتزع بماء الأمطار من البحار والأنهار، ومعنى {غَرْقًا ١} مغرقات لما أمطرنا، والناشطات نشطا هو القوة في النزع والصب، ومعنى تنشط الماء فهو تحيده وتطلعه، والسابحات من السحاب يسبحن في الهواء سبحاً، فالسابقات سبقاً بالمطر والغيث لرحمة الله وفضله، والمدبرات لما جعل الله فيهن من الغيث للشجر، والثمار والمدبرات أمر الملائكة، انتهى.
  هذا ما ذكره ولينظر الناظر أي التفسيرين أوفق وأقوم، والظاهر أن التفسير الأول أوضح لجلالة القسم بالملائكة الذين يدبرون الأمور، ولم يظهر أن