تفسير سورة (عم)
تفسير سورة (عم)
  
  {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ١ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ٢} عن من حروف الجر وما استفهامية، وإذا دخلت على ما حرف جر حذف ألفها، وبعضهم لا يحذفها في القراءة ويستشهدون بقول حسان:
  على ما قام يشتمني لئيم ... كخنزير تمرغ في دمان
  فأثبت الألف مع دخول على، وإدغمت نون عن في ما لتقارب مخرجها، والاستفهام هنا تفخيم، كأنه قال: عن أي شيء يسألون ويتسآءلون أي يسأل بعضهم بعضا عن النبأ العظيم، عن القيامة والبعث للخلق، حينما سمعوا ذلك فكأنهم يتساءلون بصورة الاستهزاء، وسمي نبأ عظيم، وهذا تفخيم لأمر القيامة إنه نبأ عظيم أي الإخبار به والنبأ به وهو ما كان ينبئهم به رسول الله ÷ ويعلمهم من بعث القبور ونفخ الصور {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ٣} أي: تختلف أقاويلهم في التكذيب، وقيل: يختلف المؤمنون والكافرون، أما المؤمنون فيؤمنون به ويزدادون إيماناً وخشية وأما الكافرون فيزدادون عتواً ونفوراً كما قال تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ٧٨}[يس] {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ٤ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ٥} ردع وزجر عما هم فيه من التكذيب، أي: ما أتوا به هو باطل