تفسير سورة (المدثر)
تفسير سورة (المدثر)
  
  {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ١} المدثر لابس الدثار وهو الالتحاف بثوب عند اضطجاعه، قيل: هي أول سورة نزلت، وقيل: بعد المزمل، وقيل: بعد أقرأ: عن جابر بن الله عن رسول الله ÷، قال: «كنت على جبل حراء فنوديت يا محمد أنك رسول الله، فنظرت عن يميني ويساري فلم أر شيئاً فنظرت فوق فإذا ملك بين السماء والأرض فرعبت فرجعت إلى خديجة فقلت دثروني فنزل جبريل فقال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فَأَنْذِرْ ٢}» الخ وقيل: إنها اجتمعت قريش ودار بينهم الكلام في شأنه، فأجمعوا على أنه ساحر، فلم يلق أحداً منهم رسول الله إلا وقال له يا ساحر فغمه ذلك فرجع إلى منزله فدثر، فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ١ قُمْ فَأَنْذِرْ ٢} أَي حذر قومك من عذاب الله إن لم يؤمنوا، والصحيح أن المعنى فافعل الإنذار {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ٣} وخص ربك بالتكبير لتقدم المعمول، أي: عظمة وقيل: إنها لما نزلت كبر فكبرت خديجة وفرحت وأيقنت أنه الوحي.
  {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ٤} أمر بالتطهير للثياب لأنه شرط في الصلاة، وقيل: أمر بتطهير النفس مما يستقذر من الأفعال {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ٥} والرجز كل عمل خبيث للعذاب، ويدخل في ذلك النجاسات تهجر ولا تستعمل {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ٦} أي: لا تعط شيئاً وتستكثره، وقيل لا تعط شيئاً وأنت تريد أن يعطوك أكثر من ذلك، وقيل: لا تمنن ولا تستكثر يكون منهياً عنهما، لا تمنن ما أعطيت