تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (المزمل)

صفحة 120 - الجزء 1

تفسير سورة (المزمل)

  

  {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ١} المزمل هو المدثر، ومعنى المزمل والمدثر واحد، والمتزمل هو الذي تزمل في ثيابه أي: تلفلف بها. روي أن رسول الله ÷ كان بالليل متزملاً في قطيفة، فنبه ونودي بما يهجي إليه من الحالة التي كان عليها من التزمل في قطيفة واستعداده للاستثقال في النوم، كما يفعل من لا يهمه أمر ولا يعنيه شأن، فأمره بأن يختار على الهجود التهجد، وعلى التزمل التشمر والتخفف للعبادة، والمجاهدة في الله لا جرم أن رسول الله ÷ قد تشمر لذلك مع أصحابه حق التشمر، وأقبلوا على إحياء ليلهم، ورفضوا له الرقاد، و تجاهدوا فيه حتى انتفخت أقدامهم، الحديث ينظر فيه فلم يذكر في التخريج.

  {اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ٢ نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ٣ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} قال في المصابيح: قم لصلواتك المفروضة عليك في الليل وإلا قليلاً، فهو دليل على وقت الصلاة أي صلاة، أي صل إن كنت في أمر يعوقك عن صلاة العتمة إلى أن تدخل في الثلث الأخير صلاة فرضك فإن ذلك وقت لها.

  ثم قال: {نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ٣} أو في أول الليل، {أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} أي: بعد إنتصافه وهذه مرحمه من الله لعباده ورخصة لمن شغله شغله انتهى.

  وقيل المراد به التهجد، وكان واجباً عليه، ثم سخ بالصلوات الخمس