تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (المعارج)

صفحة 134 - الجزء 1

تفسير سورة (المعارج)

  

  {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ١} ضمن سأل معنى دعى كأنه قيل: دعا، داع بعذاب واقع كقوله: {يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ}⁣[ص: ٥١] وعن ابن عباس |، أنه النظر بن الحارث الذي قصته في سورة الأنفال بسبب إنكاره على فضائل أمير المؤمنين #، وسأل من السؤال أو السيلان، وعلى المعنى الثاني أي: اندفع عليهم، وادي عذاب فذهب بهم وأهلكهم {لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ٢ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ٣} عذاب واقع ليس له دافع ولا مانع للكافرين {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ٣} وهي المصاعد التي تصعد منها الملائكة إلى السماء {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ٤} وقيل {فِي يَوْمٍ} صلة العذاب متصلة بوقوع يوم القيامة الذي مقداره ما ذكر، {تَعْرُجُ} أي: تصعد الملائكة والروح جبريل #، ميزه لفضله، وقيل: الروح خلق لهم حفظة على الملائكة، كما أنهم حفظة على الناس، إليه إلى محل أمره، وقدرت المسافة خمسين ألف سنة مما يعده الناس {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ٥} فاصبر ولا تستعجل النصر، واصبر على أذاهم {صَبْرًا جَمِيلًا} أي احتمالاً جميلاً، أو دائماً لا يدخله خور ولا جزع {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ٦ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ٧} أي: يستبعدونه على جهة