تفسير سورة (الفيل)
تفسير سورة (الفيل)
  
  {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ١} أي: أفلم تعلم، لأنه ليس هناك رؤية بالعين. فالمراد ألم تر أي: ألم تعلم ولأن معناهما واحد أي: ألم تعلم كيف صنع الله بأصحاب الفيل، أي أنها تواترت الأخبار، وبذلك فقامت مقام المشاهدة، فالاستفهام هنا كالاستفهام الإنكاري.
  قيل: إن أبرهة بن الصباح الأشرم، ملك اليمن، بني كنيسة بصنعاء، وسماها القليس ليصرف الحجاج إليها، فقعد فيها رجل من كنانة يعني: تغوط فيها، فأغضبه ذلك فحلف ليهدمن الكعبة، فخرج ومعه فيل اسمه محمود وبجنوده، فلما بلغ المغلس لقيه عبد المطلب، بذل له مالاً كثيراً ليترك ما عزم عليه، فلم يقبل، ثم سأله عن الإبل التي أخذها، فقال: تسألني عن الإبل، وأنا جئت لأخرب هدم البيت، الذي هو دينك ودين آبائك، فقال: أنا رب الإبل، وللبيت رب يحميه. فلما أراد التوجه امتنع الفيل من المشي إلى جهة مكة، فأرسل الله طيراً أسود، وقيل: أخضر وقيل: أبيض مع كل طائر حجر في منقاره وحجران بين رجليه أكبر من العدسة، فكانت الحجر تقع على رأسه، وتخرج من دبره، وعلى كل حجر اسم من تقع عليه فهلكوا كلهم، وأما أبرهه فدوي، فتساقطت أنامله وآرآبه، و ما مات حتى انصدع صدره عن قلبه، وانفلت وزيره وطائره يحلق فوقه حتى بلغ إلى النجاشي، فقص عليه القصة، فلما