تفسير سورة (الفجر)
تفسير سورة (الفجر)
  
  {وَالْفَجْرِ ١ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ٢} الفجر واضح وليالي العشر أول الحجة إلى يوم النحر، أقسم الله بهذه لما فيها من عظم الحكمة وعجائب الخلق، وهو طلوع الفجر وظهوره بالبياض، معترضا حتى يظهر في أفق السماء، يطلع قليلاً قليلاً مزيلاً للظلمة، ومفرجاً لكربة الليل، عند وجود ذلك، وكذا قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ٣} فالشفع هي الاثنان من العدد، وكل منقسم بمتساويين، والوتر الفرد من العدد، أقسم بها الله لما هناك من الحكمة البالغة، وأن في ذلك آية عظيمة لمعرفة الحساب في العدد، ومعرفة الكميات من كل ما يعد، ويجوز أن يراد شفع هذه الليالي المذكورة وهي عشر ذي الحجة، ووترها يوم شفعها يوم النحر، ووترها يوم عرفة لأنه تاسع، ويوم النحر عاشرها.
  قال في الكشاف: وقد روي عن الرسول ÷، أنه فسرهما بذلك.
  ثم أقسم بالليالي على العموم فقال: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ٤} وفي سُري الليل ومروره من الحكمة وعظم التدبير، ما لا يخفى. وفائدة هجومه فيه منافع كثيرة لا تخفى على اللبيب من السكون والاستراحة والهدوء وغير ذلك، و {يَسْرِ ٤} تقرأ بغير ياء اكتفاء بالكسرة وعند الدرج، وأما مع الوقف فتحذف الكسرة {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ٥} الحجر هو العقل، وسمي بذلك لأنه يحجز صاحبه عن الدخول في المهالك والمضار، كما عقلاً ونهيا، لأنه يعقل