تفسير سورة (البروج)
تفسير سورة (البروج)
  
  {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ١ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ٢ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ٣} أقسم الله بهذه المذكورات لعظم شأنها، وما فيها من عجائب التدبير وعظيم الصنع، قال في الكشاف: «البروج الاثنا عشر»(١) قلت: والبروج القصور في اللغة. قيل: على التشبيه، وقيل: النجوم، وقيل: عظام الكواكب، وقيل: أبواب السماء، واليوم الموعود يوم القيامة، وشاهد ومشهود، والمراد بالشاهد من يشهد فيه من الخلائق كلهم، وبالمشهود ما في ذلك اليوم من عجائبه، انتهى.
  ثم عدد ما قيل فيه من الاختلاف وتنكير الشاهد والمشهود دليل على عظم ذلك، هذا وجواب القسم، محذوف أي أنهم ملعونون، والمراد كفار قريش، كما لعن أصحاب الأخدود، وقال في المصابيح: «{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}، أهل الأخدود الذين حفروا لهم في الأرض فأحرقوهم» فيه خلاف، فقيل: أصحاب عبد الله بن ثامر الذين آمنوا بسببه، وقيل: من أهل الكتاب آمنوا
(١) وهي التي جمعها الشاعر في قوله:
حمل النور جوز السرطان ... وجنى الأسد سنبل الريحان
وربوا عقربا وقاسوا بدلو ... ومن البحر تشرب الحيتان