تفسير سورة (الانفطار)
تفسير سورة (الانفطار)
  
  {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ١} إنفطار السماء انصداعها، وانفطار السماء زلازل القيامة، وزعازع الرجفة وزعزعت، وذلك عند نفخ الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض، وعند ذلك تنتثر النجوم وتنفجر ويختلط العذب بالمالح {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ ٢ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ٣ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ٤ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ٥} في ذلك اليوم وهو اليوم المهول، تنتثر فيه النجوم، وتختلط البحار العذب بالمالح، وتبعثر القبور، فرتب عليها حصول الحساب والإطلاع على الأعمال، فتعلم النفس ما قدمت من خير وشر، وما أخرت من الأعمال الواجبة وطاعة ربها، وما ضيعت من الأعمال {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ٦} هذا فيه أعظم إنكار وتوبيخ للإنسان، الذي خلقه الله من العدم، وركب فيه عقلاً يفهم به، ويدرك ما يضره وينفعه، ومع ذلك يسوق له النعم التي لا تحصى، وكلفه فعصاه وكفر النعمة وجحدها ولذا قال رسول الله ÷: «غره جهله» وقال غيره غره جهله وجمعه وغره والله شيطانه الخبيث، زين له المعاصي وقال: افعل ما شئت فربك كريم الذي تفضل عليك وهو متفضل عليك في الأخرى حتى ورطه {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ} جعلك سوياً كاملاً بالأعضاء السليمة، تنتفع بها في جميع أمورك، متناسب الخلق من غير تفاوت، فلم يجعل أحد اليدين أطول من الأخرى، ولا أحد العينين أوسع من الأخرى، ولا بعضك أسود وبعضك