تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (عبس)

صفحة 90 - الجزء 1

تفسير سورة (عبس)

  

  {عَبَسَ وَتَوَلَّى ١ أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ٢} قال في الكشاف: إن الآيات في أول هذه السورة نزلت في ابن أم مكتوم كان أعمى فجاء إلى رسول الله ÷، وطلب أن يعلمه مما علمه الله، وكان عند رسول الله ÷، أكابر قريش قد طمع في إسلامهم، فأعرض عن ابن أم مكتوم وعبس في وجهه إلى آخر ما ذكره، واستدل على ذلك بأن رسول الله ÷، كان يكرمه ويقول: مرحباً بمن عاتبني فيه ربي، ويقول له: هل لك من حاجة، وقال في المصابيح: وقد قال كثير من هذه العامة بما في أيديهم، من الرواية إن العابس المتولي المذكور في هذه الآية، والمتصدع لمن إستغنى، والمتلهي عمن جاءه يسعى، وهو يخشى، فهو رسول الله ÷، إلى قوله: وذمه الله منه وذكره بالتقبيح. عنه وأن إبن أم مكتوم جاء فعبس وتولى عنه وما ذكر من هذا القول فلا يجوز على الله ولا علي رسوله ÷، لأن الله تعالى في كبره وجلاله، لم يذم رسوله بعد إرساله في شيء من فعله، لأن الذم، لوم واللوم مذموم، ورسول الله ÷، حميد غير مذموم وكريم عند الله غير ملوم، وقد يمكن أن يكون العابس الذي ذكره الله غير رسول الله ÷ والله أعلم وأحكم، ولا قوة إلا بالله.

  {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ٣} أي يتطهر بما يعرفه من الشرائع ويقبل الذكرى {أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى ٤} أي المواعظ والتذكير، والمعنى أنك لا تدري ما هو المترقب