جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[من كلام أمير المؤمنين (ع) في وصف المتقين]

صفحة 110 - الجزء 1

  قوله #: (وأسرتهم فقدوا أنفسهم منها) وذلك في أول أعمارهم كانت غرائزهم مليئة بالشهوات ونفوسهم طامعة في حصول المستلذات، فلما زكت عقولهم وتعلموا وعلموا بما أراد الله من خلقهم ففدوا أنفسهم منها بتركها لأهلها وعاهدوهم ألا رجعة منهم إليها فزكت نفوسهم وثبتت أصولهم ونمت فروعهم فهم أحرار الأحياء والخلاصة من الأوفياء.

  ومن صفتهم قوله #: (إذا زكي أحدهم خاف مما يقال له فيقول: أنا أعلم بنفسي من غيري وربي أعلم مني بنفسي) نعم، المدح في وجه أحدهم كمن يخاطب عاقلاً فقيراً فيقول له: أنت شاكر لأنعم الله على ما أنعم الله عليك من الذهب والفضة والعقار والدور والقصور، وهو في حال مدح المادح لا يملك عشاءه، كذلك من وصفهم أمير المؤمنين لهمام إذا مدح أحدهم وزُكِّي ضاقت عليه نفسه وبدت له معائبه، ويحس ذلك الحين أنه شرير ويذكر يوم القيامة ودقة الحساب فلا يمنعه من الرد على مادحه بالكلام القاسي إلا الحياء لأنه عرف الله حق المعرفة ومن خلال معرفته بالله عرف نفسه وعرف قدرها فلا تزحزحه مدائح المادحين عن عقيدته ودينه ولا ذم الذامين.

  ومن صفتهم قوله #: (فمن علامة أحدهم أنك ترى له