جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[من كلام أمير المؤمنين (ع) في وصف المتقين]

صفحة 111 - الجزء 1

  قوة في دين وحزماً في لين وإيماناً في يقين، وحرصاً في علم).

  نعم، ترى المتقين أقوياء في دينهم وفي عقيدتهم وليسوا كالمتلونين في دينهم وفي عقائدهم لو تعرض الدنيا بحذافيرها على أحدهم ما باع دينه ولا تزحزح عن يقينه، كم حاول في ميلهم إخوان الشيطان وأعداء الرحمن في كل زمان بالمغريات وأحياناً بالتهديدات، فلا يرون إلا جبالاً راسيات؛ لأن الخالق عظم في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم.

  قوله #: (وحزماً في لين) ترى إخوان التقوى يديرون أعمالهم الدينية كالقادة الحازمين من أهل الدنيا فلا يفرطون ذلك في صغير ولا كبير مما كلفهم به خالقهم ورازقهم، ومع ذلك هم أصحاب لين وليسوا من القاسية قلوبهم فشرهم مأمون وخيرهم مأمول.

  قوله #: (وإيماناً في يقين، وحرصاً في علم) تمر السنوات العديدة وهم على مباديهم ثابتون قد أخذوا عقائدهم من عين صافية فلو مال أهل الدنيا ما تغير أحدهم قيد أنملة.

  قوله #: (وحرصاً في علم) هم حريصون على قنص الفوائد من العلوم النافعة تشفي قلوبهم إذا سمعوها وتزيدهم هدى إلى هداهم فأتاهم ربهم تقواهم.

  ومن صفتهم قوله #: (وعلماً في حلم، وقصداً في غنى وخشوعاً في عبادة، وتجملاً في فاقة، وصبراً في شدة، وطلباً في