جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[من كلام أمير المؤمنين (ع) في وصف المتقين]

صفحة 113 - الجزء 1

  لقمة عيشه وما يحتاج إليه أولاده وأهله لأنهم يعتبرون التقصير في ذلك خللاً في دينهم، يجعلون لهم أسباباً لأرزاقهم من الزراعة والتجارة والمهن ومن عدم هذه الأشياء توجه إلى الأسباب التي دلنا عليها ربنا وأخبرنا بها نبينا ÷ من الرواتب المذكورة وصلة الأرحام والأدعية المأثورة.

  قوله #: (ونشاطاً في هدى) ترى مساعيه كلها محمودة وترى عليه أثر الفرح في أفعال الطاعة من عبادة الله وفي خدمة الصالحين إذا نفع أحد إخوانه المؤمنين يسعد بتلك المنفعة كمن يسعد من أهل الدنيا بصفقات الأرباح الدنيوية.

  قوله #: (وتحرجاً عن طمع) هم يعلمون أن الطمع مهلكة وأنه مناف للتوكل على الله، وأن أصحاب الأطماع المتهورين ليس لهم ثقة بالله؛ لأن القلوب الجشعة إذا رأت الأطماع فلا تبالي بما نقص من دينها ولا تثبت على يقينها، فالمتقون يتحرجون عن كثير الطمع وقليله.

  قوله #: (يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل) وقد نعتهم الله بذلك في كتابه بقوله ø: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}⁣[المؤمنون: ٦٠]، لأن المتقين لا يرون أماناً من الهلكة إلا إذا أمنهم ربهم الذي كلفهم وحذرهم وأنذرهم ولا طريق إلى ذلك الأمان حتى ينقض عليهم ملك الموت # لسل أرواحهم من أجسادهم وعندها تتنزل