جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[في عجيب خلق أصناف من الحيوانات]

صفحة 148 - الجزء 1

  {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ٤٠}⁣[النمل]، وجه الاستدلال بالآية أن الذي عنده علم من الكتاب أتى بالمستحيل في أقل من طرفة عين لأن الله سبحانه وتعالى علمه ما لم يطلع عليه غيره من العلوم والأسرار المكنونة، كذلك أمير المؤمنين يأتي بالمستحيل على غيره من الناس بديهة فلا يصف شيئاً من مخلوقات الله إلا أتى بوصفه كاملاً فإذا وعظ غيره بهر بموعظته عقول السامعين فبين كلامه وكلام الصحابة والبلغاء في كل زمان بعد المشرقين يصنع الحكم فيتجدد ذوقها، ويصلح الوعظ والاستدلال بها في كل زمان إلى يوم القيامة وكلما ردد القارئ خطبة من خطبه # حصل على فوائد جديدة وحكم عديدة.

  فلو لم يكن من الدلائل على مكانته وشرفه وعلو منزلته إلا ما منحه الله من البلاغة والفصاحة لكفى، يصف الشيء وكأنه شاهد الصانع وهو يصنعه يبدي لك تقريراً وافياً عن إتقان حكمة صانعه.

  تذاكروا يوماً عنده أن الألف أكثر دخولاً في الكلام فخطب # خطبة كاملة بدون ألف، ويوماً تذاكروا كذلك