[من كلام له # خاطب به أبا ذر يوم أخرجه عثمان من المدينة]
  ومسجده، ومن يتحمل الغربة عن سيد الوصيين وولديه الطاهرين، والبقية من الصحابة المرضيين؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
  (إن القوم خافوك على دنياهم) التي ذبحتهم بأحد سكاكينها فقطعت أوداجهم، وأسالت دماءهم، حتى ركضوا الخيرة من أصحاب سيد المرسلين بأرجلهم وهم يفحصون بها بين دمائهم والتراب، فاهدأ يا أبا ذر وطمئن قلبك وأرح فؤادك والزم ما أنت عليه من خوفك على دينك، فقدحك هو القامر، وبحر مكاسبك هو الغامر، وأنت يا أبا ذر بطريقتك هذه ماسك بأقوى عرى الإيمان، فيحق بمن علم بما أنت عليه أن يقول: هنيئاً لك يا أبا ذر.
  نعم، لقد علموا جميعاً بغضب عثمان بن عفان على أبي ذر، فغضب أهل دولته أجمعون لغضبه، وتألموا من تعبه، وأنت الذي أغضبتهم وأتعبتهم؛ لأنك شغلتهم بلسانك، وآذيتهم على دنياهم التي ارتضوها واعتبروها مغنماً ومكسبا، ولا بد يا أبا ذر أن تكون على ذلك عند الله محقاً أو مبطلاً، فإن كنت محقاً فوحشتك بالتغريب أنس، وخوفك أمن وفقرك غنى، وإن كنت مبطلاً فقد شاركك من شهد لك أعني بذلك أمير المؤمنين وسيد الوصيين من هو لك قدوة في الصبر على القهر وملاقاة العناء حتى في آخر العمر، ومن يتأسى بالخيرة فقد