جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[كلام بليغ له # في الحث على الصدقة]

صفحة 86 - الجزء 1

  الآمل، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأوتيت خيراً منه عاجلاً أو آجلاً أو صرف عنك لما هو خير لك، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته، فلتكن مسألتك فيما يبقى جماله ويفنى عنك وباله، فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له).

  وبعد أن حث أمير المؤمنين ولده @ بالوصية السابقة في رحمة الضعفاء وإطعامهم وحكى له فضلها ونتائجها، أردفها # بما يلي:

  (واعلم أن الذي بيده خزائن السموات والأرض قد أذن لك في الدعاء وتكفل لك بالإجابة) أراد # توثيق الصلة بين ولده المعصوم وبين خالقه ورازقه، وإن كانت الصلة بين الحسن السبط # وبين الله ثابتة متينة، ولكن من باب قول الله تعالى لسيد الأنبياء ÷: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ}⁣[الأحزاب: ١]، وقوله عز شأنه: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ}⁣[طه: ١٣٢].

  ولَمَّا أعطى الله أمير المؤمنين # الفصاحة وكلامه بين كلام البلغاء كالنجوم في السماء كما قال أحد العلماء، فإن المؤمنين ينتفعون به في كل زمان ولسان حال من يقرأه يقول: أنا المعني بهذا الكلام، وكأنه # حي بين أظهرنا يعظنا بما لفت # نظر سيد شباب أهل الجنة وريحانة نبي هذه الأمة ولد البتول الزهراء وخامس أهل الكساء إلى عظمة هذا