[كلام بليغ له # في الحث على الصدقة]
  الخالق العظيم والرازق الكريم بقوله: (واعلم أن الذي بيده خزائن السموات والأرض) ومفاتيحها بيده فلا أحد من المخلوقين يملك مثل هذا الملك العظيم (قد أذن لك في الدعاء وتكفل لك بالإجابة) نعم مدح الله أهل مناجاته الذين يدعون ربهم خوفاً وطمعاً، وتمم الله عليهم وعلينا النعمة وعلى كل مكلف بقوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ١٢٢}[النساء]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ٨٧}[النساء]، لذلك قال #: (وأمرك أن تسأله ليعطيك، وتسترحمه ليرحمك، وتكفل لك بالإجابة).
  نعم، أطلق الله سبحانه في قوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠]، وكم الإنسان محتاج له من الأرزاق والعافية والستر والأمان وصرف الشر والأشرار والحفظ له ولما في يديه ولمن يعول فلا غنى عن الله طرفة عين، فلا ينبغي أن نقصر في دعاء من يملك الحاجات وبيده خزائن الأرض والسموات.
  قوله #: (وتسترحمه ليرحمك) أراد # بذلك التوبة النصوح والالتجاء إلى الله من صميم القلب، والإنسان إذا أقبل إلى الله بالتوبة والإنابة فإنه يردد في دعائه ويتضرع إلى مولاه بـ (يا أرحم الراحمين) وهو القائل سبحانه وتعالى: {قُلْ