جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[كلام بليغ له # في الحث على الصدقة]

صفحة 88 - الجزء 1

  يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥٣}⁣[الزمر].

  ومن طبيعة البشر أن المسيء إلى غيره إذا أراد الاعتذار فإنه يتلطف إليه بالاعتذار واللين والمدح والثناء حتى يسترضيه، فالله سبحانه وتعلى أولى بذلك وهو جلت عظمته أقرب القابلين للعذر، وخير المعطين في العسر واليسر، وكيف لا يكون ربنا تبارك وتعالى كذلك وهو الذي نبهنا على دعائه ليعطينا ودلنا على قبول توبته علينا ليرحمنا فله الحمد على جزيل عطائه وله الشكر والثناء على رحمته وغفرانه.

  ثم قال عليها #: (ولم يجعل بينك وبينه من يحجبه عنك) انظر بالله عليك لهذا البيان والتوجيه سلام الله على من دلنا عليه وقال #: (ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه) كلام يشفي من البلاء تنور له القلوب بعد الظلمة، وتستريح له الخواطر بعد الغمة، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبه عنك لأنه سبحانه حاضر كل نجوى وشاهد كل ملأ ولا يحتاج إلى الحاجب وإلى مراجعته إلا المخلوقون الضعفاء، أما رب العزة جلت عظمته فهو قريب ممن دعاه ومجيب لمن ناجاه.

  وكم طالب لحاجة ملحة قد عاد من عند باب أصحابها خائباً بسبب من يحجبه ويمنعه من الوصول إلى صاحبها أما