جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[كلام بليغ له # في الحث على الصدقة]

صفحة 89 - الجزء 1

  رب العالمين عظم شأنه فلا وجود لحاجب يحجب أصحاب الحاجات عنه ولا مانع يمنعهم وليس الإنسان بحاجة لشفيع بينه وبين الله بل شفيعه لسانه وقضاء حاجته مقرون بصلاح جنانه.

  ثم قال #: (ولم يمنعك إن أسأت من التوبة، ولم يعاجلك بالنقمة، ولم يعيرك بالإنابة) سبحان من عظمت رحمته، وطالت عن المسيئين أناته، محب التوابين، ومن عنده طلبات الراغبين، لم يمنع أحداً من خلقه عن التوبة وإن عمت و عظمت معاصيه، {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} ولم يعاجل أكبر المسرفين بالنقمة خلق نبي الله وكليمه موسى # وقد كان فرعون لعنه الله موجوداً يقتل أبناء بني إسرائيل ويستحيي نساءهم، وأمهله الله مع ذلك وهو يدعي الربوبية ووجه إليه موسى وهارون سلام الله عليهما بتسع آيات بينات، وأمر جلت عظمته وكبرت رحمته نبيه موسى بأن يقول له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى؛ فكفى بهذا دليلاً على أناة الله عن المسيئين، وعدم تعجيل الله بالنقمة للعاصين.

  ثم قال سلام الله عليه: (ولم يعيرك بالإنابة) ولم نسمع أنه عير أحداً من خلقه بالعودة إليه بل أكرمه وأخبرنا في كتابه أنه يحب التوابين فسبحانه ما أرحمه وأكرمه.

  وقال #: (ولم يفضحك حيث الفضيحة بك أولى) بعد