الدواء النافع من سم اللسان الناقع،

يحيى بن أحمد الأسدي (المتوفى: 1106 هـ)

[اذكر أن الغيبة لا تقتصر على اللسان فقط]

صفحة 35 - الجزء 1

  وقد قال ÷: «المستمع أحد المغتابين»⁣(⁣١).

  ثم اعلم أن الغيبة كما [لا تكون]⁣(⁣٢) بالجوارح وبالإصغاء إليه⁣(⁣٣)، فقد تكون على ما ذكر بعض المحققين⁣(⁣٤) بالقلب، وهو سوء الظن فإنه حرام مثل سوء القول، فكما ليس لك أن تحدث غيرك بلسانك بمساوئ الغير، فليس لك أن تحدث نفسك، وتسيء الظن بأخيك، وتظن به سوءاً، فإن بعض الظن⁣(⁣٥) إثم⁣(⁣٦)، فأما الخواطر وحوادث⁣(⁣٧) النفس فمعفو.


(١) إحياء علوم الدين ٣/ ٢١١، وذكره ابن أبي الحديد في شرح (نهج البلاغة) ٩/ ٤٧، ولم يعزه إلى قائل معين، بل اكتفى بالقول: وفي الأثر: «سامع الغيبة أحد المغتابين»، وذكره بلفظ المؤلف هنا في موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف ٨/ ١٧٢، وعزاه إلى إتحاف السادة المتقين ٧/ ٥٤٣، والمغني عن حمل الأسفار للعراقي ٣/ ١٤٣.

(٢) كذا في النسختين، ولعل الصواب: تكون.

(٣) في (ب): إليها.

(٤) هو الإمام يحيى بن حمزة #، انظر تفاصيل ذلك في التصفية ص ١٠٧.

(٥) وهو السيء. هامش بين السطور في النسخة (ب)، وفيها أيضاً هامش آخر لفظه: الظن أقسام: فبعضه وهو السيء إثم، وبعضه وهو الحسن مأمور به كما قال تعالى: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا}⁣[النور: ١٢] وبعضه وهو الحزم مندوب إليه، كما قال ÷: «الحزم ظن السوء» وبعضه وهو ما يقع في القبلة والصوم، مباح فييني صاحبه على غلبة الظن فيه. انتهى.

(٦) هامش في (ب) لفظه: ولذا قال النبي ÷: «من ظن ظناً فلا يحقق» تمت من كتاب الفائق.

(٧) في (ب): وحديث.