الدواء النافع من سم اللسان الناقع،

يحيى بن أحمد الأسدي (المتوفى: 1106 هـ)

البحث الثاني في ذكر بعض ما ورد في ذم الغيبة

صفحة 36 - الجزء 1

البحث الثاني في ذكر بعض ما ورد في ذم الغيبة

  فمن ذلك قول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا⁣(⁣١) وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}⁣(⁣٢) [الحجرات: ١٢] فنبه سبحانه على كراهيتها بالنهي، وبالتشبيه بأكل الميتة، وبالكراهة.

  وقول النبي ÷: «إياكم والغيبة، فإنّ الغيبة أشد من الزنا» كما مر.

  وخطب ÷ حتى أسمع العوائق⁣(⁣٣) في بيوتها، فقال: «يا معشر من


(١) هامش في (ب) لفظه: وفي التجسس قال ÷: «إني لأعرف أقواماً يضرب في آذانهم بمسامير من نار تضرب من جانب، وتخرج من الجانب الآخر»، قيل: من هم يا نبي الله؟ قال: «الذين يستمعون إلى ما لا يحل لهم على أبواب المسلمين»، وقال ÷: «من سمع فاحشة فأفشاها فهو كمن عمل بها» انتهى.

(٢) هامش في (ب) لفظه: روي أن رجلين بعثا سلمان إلى رسول الله ÷ يبتغي لهما إداماً، وكان أسامة على طعامه ÷، فقال: ما عندي شيء، فأخبرهما سلمان، فقالا: لو بعثنا سلمان إلى بئر سميحة لغار ماؤها، فلما راحا إلى رسول الله ÷ قال لهما: «ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما؟»، فقالا: ما تناولنا لحماً، فقال ÷: «إنكما قد اغتبتها» فنزلت الآية.

(٣) العواتق: جمع عاتق وهي البنيَّة التي بلغت ذكره في الإمداد وفي كفاية المتحفظ: ما دامت المرأة بكراً لم تزوّج فهي عاتق، فإذا زوجت فهي ثيب، تمت هامش في (ب).