البحث الثاني في ذكر بعض ما ورد في ذم الغيبة
البحث الثاني في ذكر بعض ما ورد في ذم الغيبة
  فمن ذلك قول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا(١) وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}(٢) [الحجرات: ١٢] فنبه سبحانه على كراهيتها بالنهي، وبالتشبيه بأكل الميتة، وبالكراهة.
  وقول النبي ÷: «إياكم والغيبة، فإنّ الغيبة أشد من الزنا» كما مر.
  وخطب ÷ حتى أسمع العوائق(٣) في بيوتها، فقال: «يا معشر من
(١) هامش في (ب) لفظه: وفي التجسس قال ÷: «إني لأعرف أقواماً يضرب في آذانهم بمسامير من نار تضرب من جانب، وتخرج من الجانب الآخر»، قيل: من هم يا نبي الله؟ قال: «الذين يستمعون إلى ما لا يحل لهم على أبواب المسلمين»، وقال ÷: «من سمع فاحشة فأفشاها فهو كمن عمل بها» انتهى.
(٢) هامش في (ب) لفظه: روي أن رجلين بعثا سلمان إلى رسول الله ÷ يبتغي لهما إداماً، وكان أسامة على طعامه ÷، فقال: ما عندي شيء، فأخبرهما سلمان، فقالا: لو بعثنا سلمان إلى بئر سميحة لغار ماؤها، فلما راحا إلى رسول الله ÷ قال لهما: «ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما؟»، فقالا: ما تناولنا لحماً، فقال ÷: «إنكما قد اغتبتها» فنزلت الآية.
(٣) العواتق: جمع عاتق وهي البنيَّة التي بلغت ذكره في الإمداد وفي كفاية المتحفظ: ما دامت المرأة بكراً لم تزوّج فهي عاتق، فإذا زوجت فهي ثيب، تمت هامش في (ب).