الدواء النافع من سم اللسان الناقع،

يحيى بن أحمد الأسدي (المتوفى: 1106 هـ)

البحث الثاني في ذكر بعض ما ورد في ذم الغيبة

صفحة 39 - الجزء 1

  رجل نائم، قد كشفت الريح عن بعض عورته، أكنتم تسترون عليه؟ قالوا: نعم، قال: بل أنتم تكشفون البقية قالوا: سبحان الله! كيف نكشف البقية؟ قال: أليس يذكر عندكم الرجل فتذكرونه بأسوأ ما فيه، فأنتم تكشفون بقية الثوب عن عورته».

  وعنه أيضاً أنه مرَّ على جيفة كلب، فقال بعض أصحابه: ما أشد نتنه؟! فقال عيسى (⁣١): «ما أشد بياض أسنانه»؛ كأنه نهاهم عن غيبة الكلب، ونبههم على أنه لا ينبغي أن يذكر من كل شيء إلا أحسنه⁣(⁣٢).

  ويحكى أن بعض الأنبياء À كان متعبداً بما يرى في المنام، فرأى ليلة أنه قيل له: إذا أصبحت فأول شيء يستقبلك: كله والثاني: اكتمه والثالث، اقبله والرابع: لا تؤيسه، والخامس: اهرب منه فلما أصبح استقبل جبلاً أسود عظيماً فتحير، ثم قال: قد أمرني ربي أن آكل، ولا يأمرني بما لا أطيق، فلما عزم على أكله ومشى إليه ليأكله ودنا منه صغر، فلما انتهى إليه وجده لقمة أحلى من العسل، فأكله وحمد الله، ومضى


(١) في (ب): @.

(٢) إحياء علوم الدين ٣/ ٢٠٨، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩/ ٦٢، وفي (ب) هامش لفظه: روي أنه زاحمه ~ كلب في الطريق، فقال له: «تنح يا أخي عافاك الله، فقيل له: إنه كلب يا روح الله، فقال: لسان تعود الخير». انتهى.