البحث الثاني في ذكر بعض ما ورد في ذم الغيبة
  فاستقبل طشتاً من ذهب، وقال: أمرت أن أكتمه، فحفر في الأرض ودفنه فالتفت، فإذا الطشت فوق الأرض، فرجع مرتين أو ثلاثاً، وهو يدفنه ثم يجده فوق الارض، فقال: قد فعلت ما أمرت، ومضى، فاستقبله طائر خلفه بازي(١) يريد أخذه، فقال البازي يا نبي الله إني جائع، ولي من الغداة في طلب هذا الصيد، فلا تؤيسني من رزق ربي، فقال في نفسه: قد أمرت أن أقبل الثالث وقد قبلته، وقد(٢) أمرت أن لا أؤيس الرابع فرمى له بقطعة لحم فأخذها وعزم، ثم أرسل الطائر، ومضى، فرأى الخامس جيفة منتنة فهرب منها، فلما أمسى قال: يا رب، قد فعلت ما أمرت، فبين لي ما كان من أمر هذه الأشياء؟، فرأى في منامه أنه قيل له: أما الأول الذي أكلته فهو الغضب، يكون في أول الأمر مثل الجبل، وفي آخره إذا صبرت وكظمت الغيظ أحلى من العسل(٣)، [وفي الصبر هو إحدى الخمس التي
(١) الطائر البازي: هو الذي يصيد.
(٢) قد، زيادة من (ب).
(٣) هامش في (ب) لفظه: ولقد أجاد وأفاد من قال:
الصبر أوله مر مذاقته ... لكن آخره أحلى من العسل
قال علي @: (لو كان الصبر رجلاً لكان من أجمل الناس)، وعن @، عنه ÷ أنه قال: «خيار أمتي الذين إذا غضبوا رجعوا» تمت تيسير فائدة: قال رجل لسليمان @: أوصني، قال: «لا تغضب»، قال: لا أقدر، قال: «فإن غضبت فأمسك لسانك ويدك». تمت تصفية وقال ÷: «إن لجهنم باباً لا يدخله إلا من شفا غيظه»، وقال ÷: «ما جرع عبد جرعتين أفضل عند الله من جرعة غيظ تلقاها بحلم، أو جرعة مصيبة تلقاها بصبر جميل».
فائدة: مما يسكن الغضب والغيظ والبطش تلاوته: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ =