الدواء النافع من سم اللسان الناقع،

يحيى بن أحمد الأسدي (المتوفى: 1106 هـ)

البحث الثاني في ذكر بعض ما ورد في ذم الغيبة

صفحة 40 - الجزء 1

  فاستقبل طشتاً من ذهب، وقال: أمرت أن أكتمه، فحفر في الأرض ودفنه فالتفت، فإذا الطشت فوق الأرض، فرجع مرتين أو ثلاثاً، وهو يدفنه ثم يجده فوق الارض، فقال: قد فعلت ما أمرت، ومضى، فاستقبله طائر خلفه بازي⁣(⁣١) يريد أخذه، فقال البازي يا نبي الله إني جائع، ولي من الغداة في طلب هذا الصيد، فلا تؤيسني من رزق ربي، فقال في نفسه: قد أمرت أن أقبل الثالث وقد قبلته، وقد⁣(⁣٢) أمرت أن لا أؤيس الرابع فرمى له بقطعة لحم فأخذها وعزم، ثم أرسل الطائر، ومضى، فرأى الخامس جيفة منتنة فهرب منها، فلما أمسى قال: يا رب، قد فعلت ما أمرت، فبين لي ما كان من أمر هذه الأشياء؟، فرأى في منامه أنه قيل له: أما الأول الذي أكلته فهو الغضب، يكون في أول الأمر مثل الجبل، وفي آخره إذا صبرت وكظمت الغيظ أحلى من العسل⁣(⁣٣)، [وفي الصبر هو إحدى الخمس التي


(١) الطائر البازي: هو الذي يصيد.

(٢) قد، زيادة من (ب).

(٣) هامش في (ب) لفظه: ولقد أجاد وأفاد من قال:

الصبر أوله مر مذاقته ... لكن آخره أحلى من العسل

قال علي @: (لو كان الصبر رجلاً لكان من أجمل الناس)، وعن @، عنه ÷ أنه قال: «خيار أمتي الذين إذا غضبوا رجعوا» تمت تيسير فائدة: قال رجل لسليمان @: أوصني، قال: «لا تغضب»، قال: لا أقدر، قال: «فإن غضبت فأمسك لسانك ويدك». تمت تصفية وقال ÷: «إن لجهنم باباً لا يدخله إلا من شفا غيظه»، وقال ÷: «ما جرع عبد جرعتين أفضل عند الله من جرعة غيظ تلقاها بحلم، أو جرعة مصيبة تلقاها بصبر جميل».

فائدة: مما يسكن الغضب والغيظ والبطش تلاوته: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ =