البحث الثاني في ذكر بعض ما ورد في ذم الغيبة
  وصى بها الوصي صلوات الله وسلامه عليه حيث قال: أوصيكم بخمس لو ضربتم إليها آباط الإبل لكانت لذلك أهلاً: لا يرجون أحدكم إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحين أحد منكم إذا سئل عما لم يعلم، أن يقول: لا أعلم، ولا يستحين أحد منكم إذا لم يعلم الشيء أن يتعلمه، وبالصبر، فإن الصبر من الإيمان؛ كالرأس من الجسد، لا خير في جسد لا رأس معه ولا خير في إيمان لا صبر معه. انتهى.
  واختار بعض العلماء من أربعمائة كتاب أربع كلمات، وهي: يا بن آدم، اجعل طاعتك الله بقدر حاجتك إليه، واجعل جرأتك على المعاصي بقدر صبرك على النار، واجعل عملك للآخرة بقدر إقامتك فيها، واجعل
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[الأنعام: ١٣] تمت، وقال ÷: «إذا غضبت فاقعد، فإن لم يذهب فاضطجع، فإن ذلك يذهب عنك إن شاء الله».
وقال رجل للنبي ÷: أوصني ولا تكثر علي، قال: «لا تغضب» أخرجه البخاري، وقال ÷ لمن قال له: ما يباعدني من غضب الله، قال: «لا تغضب»، وقال: ÷ «من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي حور شاء»، وقال ÷: «من رد غضبه دفع الله عنه عذابه» تمت من تيسير المطالب.
فائدة: اختار بعض الحكماء من أربعمائة كتاب أربع كلمات، وهي: يا بن آدم، اجعل طاعتك الله بقدر حاجتك إليه، واجعل جرأتك على المعاصي بقدر صبرك على النار، واجعل عملك للآخرة بقدر إقامتك فيها، واجعل حياءك من الله بقدر اطلاعه عليك تمت.