البحث الثاني في ذكر بعض ما ورد في ذم الغيبة
  وإذا أدبر اغتبناه(١).
  وعن مجاهد أنه قال: إن لابن آدم جلساء من الملائكة، فإذا ذكر أحدهم أخاه بخير، قالت الملائكة ولك مثله، وإن ذكره بسوء قالت: يا بن آدم، كشفت المستور عليه عورته، ارجع إلى نفسك، واحمد الله الذي ستر عليك عورتك.
  وعن عبد الله بن المبارك أنه قال لسفيان: ما أبعد أبا حنيفة من الغيبة، ما سمعته يغتاب عدواً قط؟ قال: هو والله أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهبها(٢).
  قال عبد الله بن المبارك: لو كنت مغتاباً لأحدٍ لاغتبت والدتي؛ لأنها أحق بحسنات(٣).
  وقال أبو أمامة الباهلي: إن العبد يعطى كتابه يوم القيامة، فيرى فيه حسنات لم يكن عملها، فيقول: يا رب أنّى لي هذا؟ فيقول: «هذا مما(٤) اغتابك الناس، وأنت لا تشعر»(٥).
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩/ ٤٧.
(٢) المصدر السابق ٩/ ٤٧.
(٣) الاعتبار وسلوة العارفين ص ٥١٩ - ٥٢٠. والأذكار للنووي ص ٣٣٤.
(٤) في (ب): بما.
(٥) الاعتبار وسلوة العارفين ص ٥٢٠.