الدواء النافع من سم اللسان الناقع،

يحيى بن أحمد الأسدي (المتوفى: 1106 هـ)

البحث الثاني في ذكر بعض ما ورد في ذم الغيبة

صفحة 45 - الجزء 1

  وإذا أدبر اغتبناه⁣(⁣١).

  وعن مجاهد أنه قال: إن لابن آدم جلساء من الملائكة، فإذا ذكر أحدهم أخاه بخير، قالت الملائكة ولك مثله، وإن ذكره بسوء قالت: يا بن آدم، كشفت المستور عليه عورته، ارجع إلى نفسك، واحمد الله الذي ستر عليك عورتك.

  وعن عبد الله بن المبارك أنه قال لسفيان: ما أبعد أبا حنيفة من الغيبة، ما سمعته يغتاب عدواً قط؟ قال: هو والله أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهبها⁣(⁣٢).

  قال عبد الله بن المبارك: لو كنت مغتاباً لأحدٍ لاغتبت والدتي؛ لأنها أحق بحسنات⁣(⁣٣).

  وقال أبو أمامة الباهلي: إن العبد يعطى كتابه يوم القيامة، فيرى فيه حسنات لم يكن عملها، فيقول: يا رب أنّى لي هذا؟ فيقول: «هذا مما⁣(⁣٤) اغتابك الناس، وأنت لا تشعر»⁣(⁣٥).


(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩/ ٤٧.

(٢) المصدر السابق ٩/ ٤٧.

(٣) الاعتبار وسلوة العارفين ص ٥١٩ - ٥٢٠. والأذكار للنووي ص ٣٣٤.

(٤) في (ب): بما.

(٥) الاعتبار وسلوة العارفين ص ٥٢٠.