البحث الثاني في ذكر بعض ما ورد في ذم الغيبة
  وقال رجل من بني إسرائيل: اللهم ليس لي ما أتصدق به، فأيما مسلم أصاب عرضي فهو عليه صدقة، فأوحى الله إلى نبي زمانه: «أني قد غفرت له»(١).
  وقيل لإسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة: أي اللحوم أطيب؟ قال: لحوم الناس، هي والله أطيب من الدجاج، والدرَّاج(٢) يعني الغيبة(٣).
  وقيل لشاعر أنعم عليه بعض الرؤساء: ما صنع بك فلان؟ فقال: ما وفيت نعمته بإساءته منعني لذة الثلب(٤)، وحلاوة الشكوى(٥).
  وعن بعضهم: الورع في النطق أشد منه في الذهب والفضة؛ لأنك إذا استودعك أخوك مالاً لم تحدثك نفسك بخيانته فيه، وقد استودعك عرضه وأنت تغتابه ولا تبالي(٦).
  وعن إبراهيم بن أدهم: أنه أضافه أناس فلما قعدوا على الطعام، قال رجل: إن فلاناً لم يجيء، فقال آخر: إن فلاناً ثقيل، فقال إبراهيم: إنها فعل بي
(١) الاعتبار وسلوة العارفين ص ٥٢٠، عن وهب بن منبه.
(٢) الدراج: بالضم والتشديد ضرب من الطير ذكراً كان أو أنثى.
(٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩/ ٤٧.
(٤) ثلبه يثلبه لامه وعابه. انتهى (هامش في ب).
(٥) المصدر السابق ٩/ ٤٦.
(٦) المصدر السابق ٩/ ٤٦.