الدواء النافع من سم اللسان الناقع،

يحيى بن أحمد الأسدي (المتوفى: 1106 هـ)

خاتمة [في ذكر آفات اللسان على الجملة]

صفحة 64 - الجزء 1

  للسانه، مقبلاً على شأنه⁣(⁣١).

  وقيل لعيسى @ دلنا على عمل ندخل به الجنة؟، قال: لا تنطقوا أبداً، فقالوا: لا نستطيع ذلك، قال: فلا تنطقوا إلا بخير⁣(⁣٢).

  وتكلم جماعة عند معاوية والأحنف ساكت، فقيل له: مالك لا تتكلم يا أبا بحر؟ قال: أخشى الله إن كذبت، وأخشاكم إن صدقت⁣(⁣٣).

  ويزداد قبح هذه الآفات بازدياد فضل الزمان والمكان، والغيبة⁣(⁣٤) ونحوها في الأوقات الفاضلة كرمضان، وأوقات الصلاة، وفي الأماكن الفاضلة أشد قبحاً، ولا سيما في المساجد، ولهذا لا يجوز فيها من المباحات إلا أمور مخصوصة.


(١) إحياء علوم الدين ٣/ ١٦٣، ١٦٤، وشرح نهج البلاغة ١٠/ ١٣٧، وتصفية القلوب ص ١٠٠.

(٢) إحياء علوم الدين ٣/ ١٦٢ - ١٦٣، وشرح نهج البلاغة ١٠/ ١٣٧، وتصفية القلوب ص ٩٩، وفي (ب) هامش لفظه والنطق بالخير أفضل من السكوت، كما قال علي @: (لا خير في الصمت عن العلم، كما لا خير في الكلام عن الجهل)، وقال بعض العلماء: من تكلم واتقى الله؛ خير ممن صمت واتقى الله.

قال الأحنف: لأن الصمت لا يعدو صاحبه فضله، والكلام ينتفع به عالم كثير، وروي أنه اجتمع قس بن ساعدة وأكتم بن صيفي، فقال أحدهما للآخر: كم وجدت في ابن آدم من عيب؟ قال: هي أكبر من أن تحصى، والذي أحصيته ثمانية آلاف عيب، ووجدت فضيلة إن استعملها ستر العيوب كلها وهي حفظ اللسان. تمت.

(٣) إحياء علوم الدين ٣/ ١٦٤، وتصفية القلوب ص ١٠٠.

(٤) في (ب): فالغيبة.