خاتمة [في ذكر آفات اللسان على الجملة]
  للسانه، مقبلاً على شأنه(١).
  وقيل لعيسى @ دلنا على عمل ندخل به الجنة؟، قال: لا تنطقوا أبداً، فقالوا: لا نستطيع ذلك، قال: فلا تنطقوا إلا بخير(٢).
  وتكلم جماعة عند معاوية والأحنف ساكت، فقيل له: مالك لا تتكلم يا أبا بحر؟ قال: أخشى الله إن كذبت، وأخشاكم إن صدقت(٣).
  ويزداد قبح هذه الآفات بازدياد فضل الزمان والمكان، والغيبة(٤) ونحوها في الأوقات الفاضلة كرمضان، وأوقات الصلاة، وفي الأماكن الفاضلة أشد قبحاً، ولا سيما في المساجد، ولهذا لا يجوز فيها من المباحات إلا أمور مخصوصة.
(١) إحياء علوم الدين ٣/ ١٦٣، ١٦٤، وشرح نهج البلاغة ١٠/ ١٣٧، وتصفية القلوب ص ١٠٠.
(٢) إحياء علوم الدين ٣/ ١٦٢ - ١٦٣، وشرح نهج البلاغة ١٠/ ١٣٧، وتصفية القلوب ص ٩٩، وفي (ب) هامش لفظه والنطق بالخير أفضل من السكوت، كما قال علي @: (لا خير في الصمت عن العلم، كما لا خير في الكلام عن الجهل)، وقال بعض العلماء: من تكلم واتقى الله؛ خير ممن صمت واتقى الله.
قال الأحنف: لأن الصمت لا يعدو صاحبه فضله، والكلام ينتفع به عالم كثير، وروي أنه اجتمع قس بن ساعدة وأكتم بن صيفي، فقال أحدهما للآخر: كم وجدت في ابن آدم من عيب؟ قال: هي أكبر من أن تحصى، والذي أحصيته ثمانية آلاف عيب، ووجدت فضيلة إن استعملها ستر العيوب كلها وهي حفظ اللسان. تمت.
(٣) إحياء علوم الدين ٣/ ١٦٤، وتصفية القلوب ص ١٠٠.
(٤) في (ب): فالغيبة.