[تطهير الباطن]
  على الوجه الذي يريد.
  نعم، قيل: موانع الخيرات ارتكاب الشهوات، وتأثير اللذات وتطويل الأمل، والاشتغال بغير صالح العمل، فمن سلم(١) من هذه الأربعة، فقد هدي إلى صراط مستقيم، ولولا أن السؤال ورد في الغيبة، لكان ذكر الآفات القلبية بالتقديم أولى(٢)؛ لأن القلب أشرف الأعضاء، إذ به يحصل التفكر في عجائب صنع الله الذي أتقن كل شيء، ويكفيك أيها الإنسان تفكرك فيك {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}[الذاريات: ٢١]، فقد جمع فيك العالم الأكبر.
  ولبعض العارفين: يا خلاصة الوجود فيك شبه من كل موجود، ضحكك كالرعد، وتبسمك كالبرق، ودمعك كالمطر، [ويقظتك كالنهار، ونومك كالليل](٣) وعقلك في القلب كالشمس، ورجلاك في رسوخها(٤) كالجبال، ورأسك كالسموات(٥)، وأثقابه السبعة كالكواكب السبعة السيارات(٦)، وبدنك كالأرض، وعقلك في القلب كالسلطان، وبين يديه
(١) في (أ): أمنه.
(٢) من آفات اللسان. (حاشية بين السطور في ب).
(٣) ما بين المعقوفين زيادة من (ب).
(٤) في (أ): رسوخها.
(٥) في (أ): كالسمرات.
(٦) الكواكب السبعة السيارات هي: القمر، وعطارد والزهرة، والشمس، والمريخ، والمشترى، وزحل.