[تطهير الباطن]
  الخدم والأعوان، وهي الجوارح، فإذا خطر فيك(١) خاطر الحركة، قامت له الأعوان من: السمع والبصر، واليد والرجل، واللسان، فالعين(٢) رائد، والسمع صاحب خبر، واللسان ترجمان، واليد حارس يرد ما يرد من الأذى، والقدم مطية ومركب، والفكر جاسوس للقلب، وظهرك يضاهي جانب الدنيا الخراب، ووجهك يضاهي جانبها العمران، وجعلت العين في الرأس، لتكون مشرفة على جميع الأعضاء، كالطليعة للعسكر، وجعلت في كهف حراسة لها، وتوفيراً لضوئها باجتماع شعاعها، وأُلفت من سبع طبقات؛ كالقشور المتراكبة(٣) لو فسدت واحدة فسد البصر، وجُعِلَ لها أهداب لتدفع ما يطير إليها، وليعدل الضوء بسواده، وخلق الأنف ليتحصن فيه الهواء المستنشق لترويح الرئة والدماغ، والفم وعاء الكلام، واللسان عضو النطق، وآلة لتقليب الطعام الممضوغ، والمضغ يقع في جانبي الفم حراسة لأداة النطق واللسان حاكم، إليه تمييز الذوق، وتقطيع الصوت، وإخراج الحروف، والشفة غطاء الفم والأسنان، ومحبس(٤) اللعاب، وعون على الكلام، وجمال في الصورة، واللهاة باب موصد على مخرج الصوت بقدرة، والأسنان تقطع لحدتها، والأنياب تكسر،
(١) في (ب): فيه.
(٢) في (أ): والعين.
(٣) في (ب): المتركبة.
(٤) في (أ): وتحبس.