الدواء النافع من سم اللسان الناقع،

يحيى بن أحمد الأسدي (المتوفى: 1106 هـ)

[تطهير الباطن]

صفحة 70 - الجزء 1

  والأضراس تطحن لعرضها، وخص الفك الأسفل بالتحريك⁣(⁣١) صيانة للأعلى عنه؛ لاشتماله على الأعضاء الشريفة، وعين الماء تنبع من تحت اللسان لتبل الطعام وإلا لم يُمص يابس، وجعلت الأذن صدفاً معوجاً لتحبس الصوت بمجمعه، وجعل ماؤها مزاً لتندفع الحرشات عنها، وماء العين مالحاً لأنها شحمة لولا ذلك لذابت، وماء الفم عذباً ليطيب طعم المطعم، وجعل فيه القوى الأربع الجاذبة وإلا لما اشتهى الطعام، والماسكة وإلا لخرج كما دخل، ألا ترى إلى⁣(⁣٢) أن المثانة قربة ماء مفتوح رأسها على الدوام حتى عند المنام، وفمها إلى أسفل، ومع ذلك لا يخرج ماؤها، والهاضمة وإلا لما هضم الطعام، ألا ترى أن الإنسان يأكل الأشياء الشديدة وتخرج كما ترى، ولولا الدافعة لما خرجت فضلة الطعام، وذلك لأن الكبد طباخ وقسام، فيقسم [ويعطي الصافي]⁣(⁣٣) الخالص جميع⁣(⁣٤) العروق، ويترك النخالة التي لا تصلح لها، فتخرجها الدافعة إلى السبيلين، وجعلت الأصابع دقيقة لتعمل الأشياء اللطيفة كالكتابة والصناعة، وجعل الكف تغرى ليحفظ ما جعل فيه، والأصابع عظام شتى لتحوي على قر الكف


(١) هامش في (ب) لفظه وكل حيوان يحرك فكه الأسفل عند الأكل، إلا التمساح وهو بحري يبلغ طوله إلى عشرين ذراعاً. تمت.

(٢) إلى زيادة من (ب).

(٣) ما بين المعقوفين سقط من (ب).

(٤) في (ب): الجميع.