النسخ
النسخ
  حقيقة النسخ هو تبديل حكم بحكم آخر أو إزالته بغير بدل والدليل عليها قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}[البقرة: ١٠٦]، ومعنى الآية على التقديم والتأخير أي ما ننسخ من آية نأت بخير منها أو مثلها أو نُنْسها نتركها بلا بدل على مقتضى المصلحة.
  واعلم أن الله سبحانه وتعالى شرع أحكام التكليفات على قود المصلحة التي تصلح للمكلفين فجعل الأحكام تابعة للمصلحة زماناً ومكاناً فإذا قضت المصلحة بشرعية حكم شرعه الله وإذا انتهت المصلحة وكانت المصلحة في تبديله بحكم أخف أو أشق نَسَخ الحكم الأول أو أزله وبدله وتركه بلا بدل وكل ذلك قد وقع، شَرَعَ الله الجهاد في أول الإسلام العشرين مقابل مئتين والمائة مقابل ألفٍ ثم قال تعالى: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}[الأنفال: ٦٦] الآية، وكان المشروع التغريب للزانية حولاً فنسخ ذلك بالجلد، وكانت المعتدة عن الوفاة تعتد سنةً كما قال تعالى: {مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ}[البقرة: ٢٤٠] ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: